16- اعلم أن القرآن هو أكبر موسوعة علمية
أثناء
حفظ للقرآن ينبغي أن تعلم أن القرآن يحوي علوم الدنيا والآخرة، ويحوي قصص
الأولين والآخرين، ويحوي الكثير من الحقائق العلمية والكونية والطبية
والنفسية، ويحوي أيضاً كل الأحكام والقوانين والتشريعات التي تنظم حياة
المؤمن وتجعله أكثر سعادة. هذا الكتاب العظيم هو الوحيد الذي يخبرك عن قصة
حياتك منذ البداية، ويخبرك عن أهم لحظة في حياتك وهي لحظة الموت وما بعدها،
ويخبرك بدقة تامة عن يوم القيامة والحياة التي ستكون فيها خالداً إما في
الجنة وإما في النار، أعاذنا الله منها..... وهذا يعني أنك عندما تحفظ
القرآن إنما تحفظ أكبر موسوعة على الإطلاق! يقول تعالى: (لَوْ
أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
17- ساعد طفلك على حفظ القرآن
حاول أن
تعلم طفلك القرآن وتحثه على حفظه، لأنك إذا فعلت ذلك سيكون هذا الولد
شفيعاً لك يوم القيامة! وقد أثبت العلماء أنه لدى الطفل قدرة هائلة على
الحفظ، فقد أثبت العلماء أن خلايا الدماغ عند الطفل الصغير تكون نظيفة وفي
قمَّة نشاطها وطاقتها. ولذلك شجع أطفالك على حفظ القرآن، واقرأ أمامهم
القرآن كل يوم بصوت مرتفع يسمعونه، فإن خلايا دماغهم تتأثر وتخزّن هذه
الآيات فينشأوا على حب القرآن. وفي دراسة حديثة تبين أن أي تصرف يحدث أمام
الطفل فإن خلايا دماغه تتفاعل مع هذا الحدث ويحدث فيها نشاط وتتأثر بهذا
الفعل، ولذلك إذا أردت أن يكون ولدك باراً بك، فعلِّمه كيف يحفظ القرآن
ويتأثر به: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4].
18- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
بما أن
القرآن هو كلام الله تعالى فإنك عندما تحفظ هذا الكلام في صدرك سيكون ذلك
أعظم عمل تقوم به على الإطلاق! لأن حفظ القرآن سيفتح لك أبواب الخير كلها!
وتذكَّر أن المهمة الأساسية التي جاء من أجلها سيد البشر صلى الله عليه
وسلم هي: القرآن! لذلك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فإذا كانت محاولات
الحفظ السابقة قد فشلت، فابدأ منذ هذه اللحظة باتخاذ قرار حفظ القرآن،
وتوكل على الله القائل: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل
عمران: 159]، وتذكر أن الله سيساعدك على حفظ كتابه. القرآن سوف يزيل كل
الهموم والأحزان وتراكمات الماضي، حفظ القرآن هو بمثابة تفريغ للشحنات
السالبة التي تملأ دماغك وحياتك! وإذا كنتَ بالفعل قد بدأت بهذا المشروع
فاستمر فيه حتى النهاية وانظر إلى التغيير الكبير الذي سيحدثه القرآن في
حياتك!
19- اعلم أن القرآن سيكون رفيقك في القبر
القرآن
الذي تحفظه وتحافظ عليه اليوم سيكون رفيقك لحظة الموت!! وسيكون المدافع عنك
والشفيع لك يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك. يقول صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، وهل
هنالك أجمل من لحظة تقابل فيها الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه
في صدرك؟! إن أول خطوة على طريق الحفظ التصميم وأن تبدأ بالاستماع إلى
القرآن كل يوم وحاول أن تخشع أمام كلام الله وتتفاعل مع كل آية تسمعها. كل
واحد منا سيأتي عليه يوم يموت فيه ثم يدفن وحيداً في قبره ثم يُبعث يوم
القيامة ليقف أمام الله تعالى وحيداً! تصور هذه المواقف لحظة الموت ولحظة
نزول القبر ولحظة الوقوف أمام الله فإما إلى الجنة وإما إلى النار، هل تعلم
من سيكون رفيقك المخلص في هذه المواقف؟ إنه القرآن. يقول تعالى:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا
كَبِيرًا) [الإسراء: 9].
20- حاول أن تفهم كل كلمة تسمعها
إن أكبر
صعوبة تتلخص في أن القرآن له أسلوب مميز ويختلف عن أساليب البشر، ولذلك فإن
الدماغ يجد صعوبة في الانسجام مع هذا الأسلوب الجديد، ولكن بمجرد أن تبدأ
بالاستماع إلى القرآن والتفكير في كل آية تسمعها وتحاول أن تفهم معاني هذه
الآيات ثم تكرر الاستماع عدداً كبيراً من المرات وسوف تجد أن دماغك سيتفاعل
ويصبح أسهل عمل هو حفظ القرآن! حاول أن تختار أفضل أوقاتك للحفظ، ولا تترك
القرآن على الهامش فيتركك على الهامش. حاول أن تتصور الآيات التي تقرأها
وتعيش معها، فإذا قرأت آية عن عذاب النار تتصور حرارة النار وعذابها
وظلماتها، وإذا قرأتَ آية عن الجنة تتصور نعيمها وأنهارها وثمارها. ركز
انتباهك على الآيات المتشابهة في سور مختلقة وحاول أن تربطها بالمعنى العام
السورة لكي لا تنساها.
21- ابتعد عن المعصية
يجب أن
تبتعد عن المعصية وتنوي التوبة إلى الله وتطلب من الله أن يعينك على حفظ
القرآن والعمل به، أي يجب أن يقترن الحفظ بالتطبيق العملي. لا تترك يوماً
يمر دون أن تحفظ شيئاً من القرآن ولو آية واحدة، المهم أن تنجز عملاً،
وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ. ابحث عن صديق تحفظ القرآن
معه وليكن حديثك كله عن القرآن. يجب أن تبحث عن تفسير السورة التي تحفظها
وتفهمها جيداً فيسهل الحفظ عليك كثيراً. اختر مصحفاً يكون معك معظم الوقت
واعتمد عليه في الحفظ وسوف تنشأ علاقة خاصة بينك وبين هذا المصحف وسوف تحبه
وتستمتع بحفظه وسيكون لك حافزاً على الحفظ.
22- مرِّن ذاكرتك على الحفظ
هل جربت
مرة أن تحب القرآن؟ هل سألت نفسك ما ترتيب القرآن بالنسبة لك؟ إن أول خطوة
على طريق الحفظ هي أن تشعر بعظمة وأهمية القرآن، وأن تعطي للقرآن أفضل
أوقاتك. فالحفظ يحتاج للوقت المناسب والمكان المناسب وتركيز كبير، فقد
تعاني من صعوبة في البداية ولكن بمجرد الإصرار على الحفظ والاستمرار
ستتلاشى هذه الصعوبات، وستبدأ تشعر بلذة الحفظ وحلاوة الإيمان بإذن الله.
فقد أثبت العلماء أن الذاكرة تحتاج إلى تمرين وبعد شهر واحد من الحفظ ستكون
لديك ذاكرة أفضل بعشر مرات من قبل.
23- اعلم أن النجاح في الدنيا والآخرة متعلق بالقرآن
إذا أردت
أقصر طريق للنجاح في الدنيا فعليك بحفظ القرآن، لأن حفظ القرآن يعيد بناء
شخصية المؤمن، ويكسبه هدوءاً نفسياً ويقضي على الاضطرابات لديه، ويساعده
على اتخاذ القرار المناسب، وهو أهم عنصر من عناصر النجاح. ولذلك قال تعالى:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ
أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].
24- أكثر من النظر إلى القرآن
هنالك
شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن
تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك
بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل
أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ
القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟ يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
25- اعلم أن حفظ القرآن هو طريقك إلى السعادة
لو
تأملنا حَفَظَة كتاب الله تعالى، ودرسنا حياتهم وسعادتهم سوف نرى بأن من
يحفظ القرآن هو أكثر الناس سعادة، وأكثرهم بعداً عن الاكتئاب. فحفظ القرآن
يعيد برمجة الدماغ ويعطيك ثقة كبيرة بالله تعالى وبقدرته وأن كل ما يأتيك
من عنده هو الخير، وبذلك يطمئن قلبك ويزول همّك، وقد أثبت العلماء أن
السعادة ليست بكثرة المال، بل بأن يضع الإنسان أمامه هدفاً عظيماً ويسعى
لتحقيقه، وسؤالي: هل يوجد هدف أعظم من حفظ كتاب الله؟!
26- لا تترك لحظة إلا وتستمع إلى القرآن
لقد بينت
التجربة والمشاهدة أن الاستماع للقرآن كل يوم بمعدل ساعة على الأقل يزيد
من مناعة الجسم، وينشط خلايا الدماغ، ويزيد من قدرة المؤمن على الإبداع
واتخاذ القرارات السليمة، ويخلص الإنسان من الوساوس والمخاوف. يقول تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204].
27- حاول أن تستخرج العبر والمواعظ
إذا أردت
أن تحفظ أي سورة من سور القرآن فلابد أن تفهمها وتستخرج منها العبر
والمواعظ وتطرح الأسئلة، وتتأملها جيداً وتعيش معها، ثم تبدأ بالحفظ لتجد
نفسك تحفظ هذه السورة بسهولة. يقول سبحانه وتعالى في محكم الذكر: (لَقَدْ
كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا
يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: الآية 111].
28- احرص على تعلم أحكام التجويد
إن سماع
القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء
والإنصات، ولذلك لم يقل تعالى (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) فقط، بل قال: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
[الأعراف: 204]، والإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ
الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع
صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الجوال.
29- احرص على تكرار سورة البقرة
شئنا أم
أبينا نحن نعيش مع عالم كامل من الجن والشياطين، وهذه المخلوقات لها
قوانينها، ومن ضمن قوانين الشياطين أنه لا تستسيغ سماع القرآن وتنفر نفوراً
شديداً من أي بيت يقرأ فيه القرآن، وبخاصة سورة البقرة. فعن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه
مسلم]. فإذا أردت أن تطرد الشيطان الذي هو سبب رئيسي في إثارة الهموم
المشاكل الأحزان والمخاوف، فما عليك إلا أن تقرأ سورة البقرة أو آيات منها.
30- احرص على تكرار أعظم سورة وأعظم آية
هناك
إجراء بسيط جداً يمكّنك من دخول الجنة بسلام، ألا وهو قراءة أعظم آية من
القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)
[النسائي]. فلا تتردد في قراءة الفاتحة والبقرة كل يوم ولن تخسر شيئاً من
الوقت بل إن الله تعالى سيبارك لك في وقتك وسوف يوفر عليك الكثير من
الأمراض والخسارة والمشاكل والهموم، إنه طريق السعادة، ألا وهو القرآن.