التجاره والعقل

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: تَرْكُ التِّجَارَةِ يَنْقُصُ الْعَقْلَ .
وفي حديث آخر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: التِّجَارَةُ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ .
هذين الحديثين قرأتهما في عام
2005م وحاولت إيجاد هذه العلاقة بين التجارة والعقل من خلال القرآن الكريم
فوفقنا بحمد الله تعالى . لأنني بصراحة أي حديث أسمعه أو أقرأه أعرضه على
القرآن الكريم فما وافقه أخذت به وما لم يوافقة رددناه لصاحبه مع احترامي
الشديد ومحبتي له......
أقول:
تعقيباً على علاقة العقل بالتجارة التي أشار إليها الإمام الصادق ع فهي
نفس المعنى التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بقوله
تعالى:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تـــــِجـــــــارَةٍ
تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
وكما أشار الله تعالى في قوله:{إِنَّ اللَّهَ اشْـــــــــــتَـــــرى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ
الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ
وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرآنِ وَمَنْ
أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي
بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
وكما أشار الله تعالى في قوله:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَـــــــــــــشْــــرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبادِ}
أي يبيعها في سبيل مرضاة الله ورسوله.
وقال تعالى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
شَروهُ: أي باعوه. قال تعالى{شَرَوابه أنفسهم} أي باعوا به أنفسهم.
وقوله تعالى: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} أي يبيعونها.
أمّا قوله تعالى: {اشتروا الضلالة بالهدى} أي بدلوا. فهذه التجارة خاسرة وتنقص العقل والإيمان....
يقال: شريت الشي‏ء أشريه شَرىً
وشراء إذا بعته وإذا اشتريته أيضا، وهو من الأضداد، وإنما ساغ أن يكون
الشراء من الأضداد لأن المتبايعين تبايعا الثمن والمثمن، فكل من العوضين
مبيع من جانب ومشتري من جانب.
نرجو أن نكون قد وضحنا أن التجارة هنا أعم من شراء الماديات الحسية .....بل لها معاني أشمل وفوق كل ذي علم عليم

يسلمؤؤؤؤ برهوووم